mardi 28 février 2017

قراءة في السياسة النقدية للمصرف المركزي اللبناني - د. سهام رزق الله

http://csrsa.net/post/1003

قراءة في السياسة النقدية للمصرف المركزي اللبناني - د. سهام رزق الله

الجمعة, 27 يناير, 2017
السياسة النقدية بين تحديات سندات الخزينة وحاجات تمويل الإقتصاد
أي إتجاه لمستوى الفوائد؟
(23-01-2017)
د. سهام رزق الله (أستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف – كلية العلوم الإقتصادية
وباحثة إقتصادية في المركز الدولي "قدموس" )
************************
وسط احتدام السجال الاعلامي حول دور مصرف لبنان في دعم الاقتصاد الوطني من خلال سياسته النقدية ومستوى الفوائد في خضم كل الضغوط الاقتصادية والاجتماعية التي تعرفها البلاد... لا يزال القطاع المصرفي العمود الفقري لتمويل كل من القطاعين العام والخاص رغم الاتهامات بتوجيه معظم الادخار نحو سندات الخزينة والقطاع العقاري حصراً على حساب تمويل القطاعات الانتاجية..مع ارتفاع معدلات الفوائد إلحاقا أيضا بمعدل فوائد سندات الخزينة مما ينعكس على مجمل الاستثمار والنمو وخلق فرص العمل ...فما هي أبرز خيار مصرف لبنان والقطاع المصرفي في السنوات الأخيرة؟ وأي عوامل مؤثرة بمستوى الفوائد؟ وكيف يتترجم إنعكاسها على الاقتصاد الوطني ككل؟
********************************
لقد وقف القطاع المصرفي ومصرف لبنان لسنوات الى جانب الدولة والاقتصاد اللبناني، حتى في ادق الظروف واكثرها صعوبة وعمل بما لديها من صدقية محلية ودولية على استقطاب مدخرات اللبنانيين المقيمين والمغتربين ومدخرات المتمولين العرب، واعاد ضخّها في السوق اللبنانية ، إما تمويلاً للقطاعين العام والخاص وإما دعماً لاحتياطي القطع الأجنبي لدى المصرف المركزي.
كمـا ان القطاع المصرفي لم يكن محايداً في إنجاز المكتسبات التي حقّقها إنعقــاد مؤتمر
باريس 2 ، بل تميز بلعب دور اساسي وحيوي في آلية تخفيض خدمة الدين العام، وذلك إما بطريقة مباشرة عبر الاكتتاب بسندات خزينة بمبلغ يقارب 4 مليارات دولار بفائدة صفر في المئة، وهو مبلغ فاق إجمالي مساهمات البلدان الصديقة والشقيقة معاُ، وإما بطريقة غير مباشرة، عبر الإسهام في خفض معدلات الفوائد بشكل ملموس في الاسواق وبالاخص على سندات الخزينة اللبنانية.
فالمعروف أن معدل سندات الخزينة لمدة سنة مثلا هو اليوم بحدود 5.35% وهو معدل الفائدة الذي ترتبط به معدلات الفائدة للقروض السكنية إن كان القروض المدعومة من مصرف لبنان مباسرة أو تلك الممنوحة من خلال مؤسسة الإسكان وهي كذلك منذ سنوات عديدة وتحديدا منذ العام 2012، بعد انخفاضات متتالية عن مستويات مرتفعة بلغت ذروتها بحوالي 38% عام 1995...
أما اليوم فمعدلات الفائدة المعتدلة تبقى مرتبطة بعوامل عديدة وليس بمجرد قرار مركزي! ومن أبرز هذه العوامل المؤثرة بمستوى الفوائد:
أولا "مخاطر البلد" وهو عنصر هام وأساسي يمنع تراجعها بشكل ملحوظ ، على الرغم من أن البنك المركزي استمر في دعم القروض بفوائد مخفضة، لا سيما للاستثمار العقاري وللقطاعات الإنتاجية المختلفة .. ولكن بموازاة ذلك، تقوم الوكالات الدولية لتصنيف المخاطر بدراسة وضع كل بلد وفق مؤشراته الاقتصادية وغير الاقتصادية المؤثرة على اقتصاده مما ينعكس بشكل حاسم على تحديد معدات الفائدة. أضف إلى ذلك أن رفع المصرف المركزي الأميركي معدلات الفائدة لعام 2017، يزيد الضغط على معدلات متوسطة الأجل.
وهنا لابد من التوقف عند أبرز مؤشرات المالية العامة، وهي اليوم تشير الى ارتفاع الدين العام الى حوالي 75 مليار دولار، وتجاوز نسبة الدين العام من الناتج حدود 140٪ ونسبة العجزالمالي الى الناتج المحلي الإجمالي حوالي 8٪.
أكثر من ذلك من المعروف أن معدل الفائدة على سندات الخزينة بات معدل الفائدة الرئيسي الذي يقود معدلات الفائدة الدائنة والمدينة في لبنان نظرا للدور الأساسي للنظام المصرفي (أي المصرف المركزي والمصارف التجارية) في تمويل القطاع العام إن كان عبر الاكتتاب بسندات الخزينة بالليرة اللبنانية أو حتى سندات الخزينة بالدولار الأميركي، مما يعني أن الدين العام اللبناني المقسوم ظاهريا مناصفةً بين دين داخلي ودين خارجي هو عمليا دينا داخليا لأن معظم المكتتبين هم من المقيمين (بشكل أساسي الجهاز المصرفي) بغض النظر عن العملة المعتمدة لإصدار السندات.
كما أنه من الطبيعي أن يتم العمل للمحافظة على معدلات فائدة حقيقية إيجابية (وهي تساوي الفرق بين معدل الفائدة الإسمي ومعدل التضخم)، مما يستدعي إبقاء معدلات الفائدة الإسمية أعلى من معدل التضخم وإلا يصبح معدل الفائدة الحقيقي سلبيا (يعني تحت الصفر) لاسيما في ظل مستوى تضخّم لايُستهان به.
أضف الى ذلك عام 2017، يواصل البنك المركزي لعب دوره الرئيسي في الدفاع عن قيمة العملة الوطنية والثقة بالاقتصاد اللبناني ..ومن المعروف أن سياسته المعتمدة منذ سنوات ساهمت بتخفيض معدل الدولرة نظرا لجذب المودعين الى إبقاء أموالهم بالليرة اللبنانية بمعدلات فائدة أعلى من معدل الفائدة على الدولار الأميركي نظرا لفارق المخاطر بين العملتين بغض النظر عن مخاطر البلد/السوق الذي يتم توظيفها فيه.
اليوم في مطلع العام 2017، يعتزم مصرف لبنان ضخ سيولة جديدة بقيمة مليار دولار. والهدف هو تحفيز الاستثمار وتشجيع الاستهلاك والحد من البطالة. وفي التفاصيل، يحضّر مصرف لبنان لإطلاق رزمة تحفيزية إضافية بقيمة 1500 مليار ليرة أي ما يقارب مليار دولار خلال السنة المقبلة، وذلك في اطار تعميمه الوسيط الجديد الرقم 444. ويأتي هذا القرار كـتكملة للرزمات التحفيزية التي أطلقها منذ العام 2013 والتي تهدف الى دعم حركة التسليف الى القطاع الخاص وتسريع عجلة النمو الاقتصادي في البلاد. وفي هذا السياق، سيقوم البنك المركزي بضخ خطوط ائتمان لدى المصارف بمعدل فائدة يبلغ 1% بغرض تمويل قطاعات اقتصادية مختلفة بنسب فوائد متدنية لا تتخطى الـ 6%، منها القطاعات الانتاجية، قطاع السكن، البحث والتطوير، التعليم، تكنولوجيا المعلومات، المشاريع الصديقة للبيئة وغيرها، فيما حدّد سقفاً لقطاع السكن عند 60% اي ما قيمته 900 مليار ليرة.
ولهذه الحقن آثار إيجابية مضاعفة لجميع قطاعات الاقتصاد، خصوصا أن التضخم لا يزال موجود وأدوات التحكم بالأسعار محدودة. كما أن ثمة "تضخم مستورد" مرتبط بأسعار المنتجات المستورة من بلدان ارتفعت قيمة عملاتها بالمقارنة مع الدولار الأميركي الذي ترتبط به قيمة الليور اللبنانية.
كما نجحت السياسة النقدية للمصرف المركزي بزيادة الاحتياط بالذهب والعملات الأجنبية الى ما يفوق 51 مليار دولار أميركي مطلع هذا العام وارتفعت السيولة لدى المصارف اللبنانية الى حوالي 18 ألف مليار ليرة، مع وجود بنية قانونية متطورة معتمدة على نظام السرية المصرفية التي يكاد ينفرد به لبنان ليس في المنطقة فحسب، بل مع دول معدودة في العالم، من دون الاخلال بالمعايير الدولية الحديثة في الافصاح والشفافية ومكافحة الاموال غير المشروعة.
وكانت السلطات التشريعية اتخذت قرارا في العام 1986 بعدم التصرفّ بالذهب، مما سهّل قرار مصرف لبنان عدم المس بهذه السلعة الموجودة في محفظته، في غياب القناعة بجدوى المس بها، وبالأخص في ظل العجز المرتفع في ميزانية الدولة...ونظرا لما يمثّله إحتاطي الذهب من طمأنينة للعملاء الإقتصاديين.
كما ساهم مصرف لبنان بتعدي مرحلة الضغوط على إلغاء السرية المصرفية بالمساهمة الفعّالة بإقرار قانون مكافحة تبييض الأموال وإنشاء وحدة لديه متخصصة بتطبيق هذا القانون.
اما لجهة الموارد المالية في المصارف اللبنانية، فقد زادت ودائع الزبائن (قطاع خاص وقطاع غام) في القطاع المصرفي اللبناني بنسبة 5.15% (12.027 مليار ل.ل.) الى 245.616 مليار ل.ل. (162.93 مليار د.أ) في الأشهر ال11 الأولى من العام 2016 بالمقارنة مع الفترة عينها من العام السابق .
كذلك، ارتفعت تسليفات المصارف اللبنانية الى القطاع الخاص بنسبة 5.06% (4135 مليار ل.ل.) منذ بداية العام 2016 الى 85.878 مليار ل.ل. (56.97 مليار د.أ.) مع نهاية الاشهر الاحد عشر الاولى من العام 2016، من 81.743 مليار ل.ل.(54.22 مليار د.أ.) في نهاية العام 2015.
وكان مصرف لبنان أصدر جملة من التعاميم تهدف الى تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات، بالإضافة إلى التعميم المتعلقة بالحوكمة ومكافحة تبييض الأموال، والتعميم 331، الذي يشجع المصارف للاستثمار في الشركات الناشئة الجديدة التي تهتم مباشرة باعتماد نهج المسؤولية الاجتماعية في العمل والمؤسسات الجديدة التي ينشئها الشباب... وإذا كانت الودائع تعكس قوة الإدخار في الإقتصاد الوطني، فالتسليفات تعكس قدرة القطاع المصرفي على المساهمة في تمويل الإقتصاد بقطاعيه العام والخاص وتحريك الدورة الأقتصادية ككل في البلاد.
ففي شهر كانون الأول عام 2013، أصدر مصرف لبنان التعميم الوسيط رقم 331 الذي يسمح للمصارف والمؤسسات المالية بالمساهمة، ضمن حدود 3 % من أموالها الخاصة، في رسملة مشاريع ناشئة وحاضنات أعمال وشركات مسرِعة للأعمال يكون نشاطها متمحورا حول قطاع المعرفة. والهدف من هذا التعميم هو تحريك آليات تأسيس شركات جديدة واعدة تعزز النمو الاقتصادي وتوفر فرص عمل جديدة.
وبفضل هندسته المالية، تمكن مصرف لبنان من استقطاب مليارات الدولارات الى لبنان، ما أثر ايجابا على ميزان المدفوعات الذي بعد تسجيله عجزا تراكميا بلغ 1.7 مليار دولار في أيار 2016، عاد ليسجل فائضا بقيمة 555 مليون دولار في أيلول 2016.
كما ساهم مصرف لبنان بتعدي مرحلة الضغوط على إلغاء السرية المصرفية بالمساهمة الفعّالة بإقرار قانون مكافحة تبييض الأموال وإنشاء وحدة لديه متخصصة بتطبيق هذا القانون.
لقد شهدنا ارتفاعا بميزانيات المصارف وبميزانية مصرف لبنان بالرغم من العجز المستمر في ميزانية الدولة والارتفاع المستمر في الدين العام.
ولا ننسى طبعا الانعكاسات الايجابية لاستقرار سعر صرف الليرة اللبنانية إزاء الدولار الأميركي منذ حوالي العشرين سنة (تحديدا منذ كانون الأول 1997)، بما في ذلك من طمأنينة على القدرة الشرائية خاصة لذوي الدخل المحدود، بعد معاناة التضخم وتدهور قيمة العملة الوطنية التي أطاحت بالطبقة الوسطي خلال سنوات الحرب اللبنانية. علما أن معدل الدولرة والهروب من الليرة في تلك المرحلة كان له الأثر الأساسي في خيار المصرف المركزي لإعادة الاستقرار في أوائل التسعينات...وحتى اليوم لا تزال السايسة النقدية وسياسة القطع في لبنان تتأثر بثلاثية: الدين العام، والدولرة وربط الليرة اللبنانية بالدولار الأميركي.
ويبقى القول أن القطاع المصرفي اللبناني لم ينخرط في توظيفات بالأدوات والمؤسسات والأسواق المالية التي تعرّضت لمضاعفات الأزمة المالية العالمية او انهارت من جرّائها. وقد سجّلت ميزانيّات المصارف ونتائجها المالية معدلات نمو جيّدة، مما طمأن المستثمرين والمودعين، المقيمين وغير المقيمين على السواء.وقد تبيّن أن إدارة المصارف اللبنانية، بالتعاون مع السلطات النقدية والرقابيّة مستمرة في سياسة امتلاك سيولة عالية، خصوصاً بالعملات الأجنبية، وهي سياسة أثبتت جدواها المصرفية والنقدية والإقتصادية عامة. كما أن المصارف مستمرة في اتّباع نموذج العمل المحافظ، وفق الأصول والقواعد المصرفية السليمة، التي يتحمّل البعض اليوم عواقب الابتعاد عنها، والتي يدعو المجتمع الدولي حالياً للعودة إليها.
من جهته، يبدو المصرف المركزي مرتكزا على:
-فعالية إدارة السيولة المتزايدة بالليرة بسبب التحويل المستمر من الدولار الى الليرة والذي يعني ثقة متزايدة بها وبالإقتصاد اللبناني الذي المربتط باستقرارها.
- المحافظة على ااستقرار الفوائد دون تعطيل توجهات الأسواق من أجل المحافظة على السيولة المطلوبة فيها.
- التحفيز على التسليف بالليرة اللبنانية مما يؤمّن المزيد من الموارد لتمويل الإقتصاد وتخفيض المخاطر على القطاع المصرفي ويؤمن دورا لمصرف لبنان في الإقتصاد (لاسيما دعم التسليفات العقارية بالليرة اللبنانية).
- العمل بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية ووزارة المالية، على إطلاق مبادرات تستند على دعم الفوائد والإعفاء من الاحتياط الالزامي لمختلف المشاريع لتكون كلفة تمويلها منخفضة ...
يبقى القول أن الاستقرار النقدي والاستقرار في الأسعار والنمو في الاقتصاد أصبحوا مرتبطين بتطور ونمو السيولة أكثر من ارتباطهم بالمالية العامة. وبين تحديات وإمكانيات مصرف لبنان والقطاع المصرفي يبقى الرهان الدائم على حسن استخدام وادارة السيولة لحسن استفادة الاقتصاد اللبناني ككل منها إن بحجم الإقتصاد الوطني أو بتنوّع أنشطته دون المس بركيزة الإستقرار.
باحثة وأستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف في لبنان

بين أفضلية تنمية لبنان وأولوية تمويل النازحين

(20-02-2017)
http://www.aljoumhouria.com/news/index/352603
بين أفضلية تنمية لبنان وأولوية تمويل النازحين
 د. سهام رزق الله - أستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف - كلية العلوم الإقتصادية - وباحثة في المركز الدولي "قدموس"
 ضغط النازحين على الاقتصاد يزداد
وسط ضعف التمويل الدولي المخصص لتلبية حاجات نازحين فاق عددهم 40% من سكان لبنان وعجز الدولة عن تأمين البدائل في ظل عجز المالية العامة وارتفاع الدين العام وغياب السياسة السكانية، أي إشكالية أمام القطاع الخاص الساعي نحو المسؤولية الاجتماعية؟
مع بدء السنة السادسة للأزمة السورية وتداعياتها على البلدان المجاورة وتحديدا لبنان، انطلق البحث في إمكانية الاستجابة لـ «مؤتمر هلسنكي حول دعم السوريين والمنطقة» الذي استضافته الحكومة الفنلندية، وأطلق الخطة الإقليمية للنازحين وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمة للعامين 2017-2018 بهدف مساعدة 4.7 مليون نازح سوري، و 4.4 مليون من سكان المجتمعات المضيفة لهم في الاردن وتركيا ولبنان والعراق ومصر.
حاجات التمويل
تحدّد الخطة الجديدة لمواجهة أزمة النزوح السوري 2.62 مليار دولار مخصصة لحماية ومساعدة النازحين، و 2.07 مليار دولار مخصصة لدعم المجتمعات المضيفة والاستثمار فيها.
وكان إجمالي التمويل الذي تمكنت خطة العام 2016 من جمعه 2.54 مليار دولار حتى 30 تشرين الثاني، أي ما يعادل ٥٦% فقط من النداء الذي وجهته بداية العام. وتشمل الخطة الدول الخمس الإقليمية وتضم أكثر من 240 شريكاً يتوزعون بين حكومات ومنظمات أمم متحدة ومنظمات مجتمع مدني ومانحين ومؤسسات في القطاع الخاص.
يحوز لبنان الحصة الأكبر من التمويل المطلوب بمبلغ يقارب الملياري دولار تنقسم بين مليار و131 مليون دولار مخصصة للمساعدات الإنسانية للاجئين و903 آلاف دولار مخصصة لتمكين المجتمعات المضيفة. وتستهدف الأموال المطلوبة عدة مجالات هي: الحماية، الأمن الغذائي، التعليم، الصحة، الحاجات الأساسية، السكن، المياه والصرف الصحي.
وأكثر تحديدا وفق أرقام البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، ان حاجة لبنان لتغطية كلفة النزوح أكبر من ذلك بكثير وهي تفوق المليارين و480 مليون دولار، وذلك وفقاً للخطة التي وضعتها الدولة اللبنانية، علماً ان المساعدات التي وصلت الى لبنان منذ العام 2015 تغطي نحو 50 في المئة من الحاجة المطلوبة.
على صعيد الحماية، يحتاج لبنان إلى 188 مليون دولار من أصل 649 مليون دولار مخصصة إقليمياً لهذا الهدف. أما في ما يتعلق بالأمن الغذائي، فهناك حاجة إلى 407 ملايين دولار عام 2017، بعدما تبيّن عام 2016 أن ٧% فقط من أسر اللاجئين تتمتع بأمن غذائي، مقارنة بـ ١١% عام 2015.
وتطالب خطة مواجهة الأزمة بمساعدات لكل القطاعات، على أساس ان 36% من الاموال المطلوبة ستعود الى المجتمع المضيف اي لبنان، وتتوزّع على الوزارات المعنية مثل الطاقة، الصرف الصحي، المستشفيات، التعليم.... أما النسبة المتبقية فتستهدف الخدمات الانسانية لمليوني شخص يقيمون في لبنان، نصفهم من اللبنانيين الاكثر فقراً، والنصف الثاني من النازحين.
المؤشرات التنموية
أفاد تقرير للأمم المتحدة انه لم يصل عدد النازحين في أي بلد الى ثلث السكان كما هو الحال في لبنان، وذلك منذ أحداث رواندا في تموز 2013. ويبدو تأثير الأزمة السورية على لبنان من خلال جميع المؤشرات الاقتصادية الاجتماعية التي تعكس التنمية المستدامة في تقرير الإسكوا (الناتج المحلي الإجمالي، والمالية العامة، والتجارة الخارجية، والبطالة، والفقر، والوصول إلى الخدمات التعليم والصحة..)
ويقسّم التقرير النازحين السوريين إلى 3 فئات إقتصادية: الفئة الأولى هي يد عاملة غير نظامية تعمل في قطاعات نظامية من دون أي تغطية وتأمينات (مثل العمال السوريين في مزارع ومصانع ومتاجر ومطاعم ...) بشكل شبه يومي وغير ثابت وغير منظّم وغير مطابق لنفس المهام التي يقوم بها اللبنانيون...مما يخلق فرقا في كلفة اليد العاملة ويشجّع على استبدالها من قبل أصحاب العمل باليد العاملة السورية غير الخاضعة للنظم والتكاليف المنبثقة.
الفئة الثانية تضم الحرفيين الذين فتحوا مؤسسات صغيرة (مثل محلات الخضار والأفران والسناك..) ويشكلون عنصر مزاحمة على الفئات ذات الأعمال المشابهة لهم من اللبنانيين...وهذه الفئة تشكّل أثرا مضاعفا على الاستقرار الاقتصادي الاجتماعي لأنها تزاحم بالمباشر أصحاب المؤسسات اللبنانية فتخلق عملا شبيها لأعمال لبنانيين دون الحاجة للتوظّف لديهم لا بل تخلق وظائف جديدة لأفرادها وأسواقا موازية للأسواق اللبنانية.
الفئة الثالثة الثرية والمتمكّنة منقسمة بين المستثمرين والتجار الذين تمكّنوا من الاستمرار في عملهم وهم يلعبون دورا إقتصاديا وماليا في لبنان أو من خلال لبنان نحو الخارج حيث تنتشر أعمالهم، والمتموّلون الذين يتحوّلون نحو الريع العقاري ويساهمون في ارتفاع الأسعار التي استفادت أيضا من استقرار وهدوء الوضع السياسي والسعي لعودة المستثمرين العرب على اختلاف بلدانهم للمشاركة في مشاريع البناء وحركة البيع والشراء للأراضي والمساكن بما يزيد عن حاجات السكن ليلامس المضاربة بالأسعار.
على خط مواز، أعلنت الأمم المتحدة، أن 71% من إجمالي عدد اللاجئين السوريين المقيمين في لبنان حاليا يعيشون تحت خط الفقر، ووصفت ظروفهم المعيشية والاجتماعية بـ»الخطيرة في أحسن الأحوال». النازحون السوريون الفقراء اختلطوا بين اللبنانين الفقراء علما أن 8 % من سكان لبنان يعانون الفقر المدقع، و28،5 % يعيشون تحت خط الفقر.
منذ العام 2014، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من 2،4 دولار يوميا إلى 1،2 مليون نسمة مما يعني أن ما يقدر بـ 300،000 لبناني، وأكثر من 70% من النازحين السوريين يغرقون أكثر فأكثر في دوامة خانقة بين العجز المالي والديون.
في الاطار نفسه، كشف البنك الدولي في «الموجز الاقتصادي الفصلي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا« في نهاية العام 2016 أن الخسائر المباشرة التي تكبدها لبنان من جراء النزوح السوري اليه تراوحت ما بين 12 و13 مليار دولار.
خيارات الاقتصاد
وسط تراجع مختلف مؤشرات التنمية الاقتصادية في لبنان جراء تفاقم الأزمة في سوريا وتزايد الحاجات التمويلية للنازحين الموجودين في لبنان، ووسط الأوضاع الضاغطة للمالية العامة في لبنان، وضعف كفاية الدعم الدولي لتغطية التمويل المطلوب، لا يبقى سوى تدخّل القطاع الخاص للمساهمة في حل الأزمة من خلال جملة برامج تندرج في إطار المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات.
بما أن القطاع المصرفي تحديدا هو أول وأكثر القطاعات المنخرطة في عملية إدراج مبادئ المسؤولية الاجتماعية في صلب استراتيجياته وخطط عمله، تبدو كلمة الفصل الأساسية في ملعبه.
وقد بدأت بعض المصارف في إصدار بطاقات مصرفية الكترونية بسقف محدد لمساعدة تأمين الحاجات الغذائية الأساسية للمواطنين وتتكاثر الاقتراحات لمشاريع وخدمات أخرى تصب في هذا الاتجاه من باب المساعدة المباشرة للنازحين. فيما تتولّى مؤسسات ومنظمات غير حكومية تأمين مساكن مستأجرة لبعض العائلات القادرة على الانخراط في النسيج اللبناني وتأمين الخدمات من تعليم وطبابة وغيرها خارج إطار المخيمات...
يبقى المطلوب حسن التوفيق بين توجيه جزء من تمويل القطاع الخاص نحو النازحين على حساب المشاريع التنموية الملحة والمساهمة في التنمية الاقتصادية الاجتماعية المطلوبة لجميع السكان من لبنانيين وغير لبنانيين دون فصل حاجاتهم وأوضاعهم وإمكانياتهم بعضها عن بعض. 

La Responsabilité sociale des entreprises et l’Économie sociale et solidaire, derniers remèdes à la crise des réfugiés?

 La Responsabilité sociale des entreprises et l’Économie sociale et solidaire, derniers remèdes à la crise des réfugiés?

Par Dr. Siham RIZKALLAH | 04/02/2017 | 9823 signes
Le Liban peut compter sur son secteur privé, et sur son initiative en matière de développement durable, pour réduire la pression que représente le nombre croissant de réfugiés sur son territoire.
Siham RIZKALLAH | OLJ04/02/2017 
Mon OLJ https://www.lorientlejour.com/article/1033321/la-responsabilite-sociale-des-entreprises-et-leconomie-sociale-et-solidaire-derniers-remedes-a-la-crise-des-refugies.html
Entre l'introduction de la Responsabilité sociale des entreprises (RSE) et la diffusion des principes de l'Économie sociale et solidaire (ESS), le Liban compte toujours sur l'initiative du secteur privé en matière de développement durable, surtout avec la pression du nombre croissant de réfugiés syriens qui ne fait qu'accentuer la crise socio-économique à tous les niveaux, en l'absence d'orientation de l'État sur ce plan. Quelle est la relation entre la RSE et l'ESS ? Pourquoi et comment constituent-elles un remède au besoin de développement durable au Liban face à la crise actuelle des réfugiés syriens au pays du Cèdre ?  
La RSE a été diffusée à partir des années 90, en même temps que la notion de développement durable, dont elle reprend les principes et les prolonge pour amener le secteur privé à partager ses profits avec les parties prenantes qui ont contribué à sa réalisation (actionnaires, employés, clients, ONG et société civile, administrations publiques et collectivités locales...). Le concept de la RSE amène l'entreprise à dépasser l'objectif économique traditionnel qui consistait en la maximisation du profit, afin de prendre en considération les répercussions sociales et environnementales de ses activités ainsi que sa contribution au développement durable. L'idée-clé de ce concept est non seulement de répondre aux besoins des parties prenantes actuelles mais de préserver les ressources naturelles, et en même temps de répondre aux besoins des générations futures... D'où les trois piliers : économique, social et environnemental..
La RSE concerne les entreprises, et surtout les grands groupes qui ont assuré leur satisfaction financière et qui se sont rassurés quant à l'avenir de leur présence et leur part du marché (ce qui correspond aux bases de la pyramide des besoins de Maslow appliquée aux entreprises). Les entreprises qui se rapprochent du sommet de la pyramide sont celles qui sont déjà satisfaites de leurs résultats financiers, qui commencent à s'intéresser aux valeurs et à la bonne réputation, donc à la « réalisation de soi-même ». Cette vision est certainement bien au-delà des soucis primaires des petites entreprises débutantes inquiètes pour leur « existence » sur le marché face aux concurrents, et face à tous les facteurs internes et externes qui influencent leur situation financière, indépendamment de l'impact de leurs activités aux yeux de la société...
Deux conceptions qui se complètent
Les entreprises qui s'engagent à la RSE intègrent les enjeux sociaux et environnementaux dans leur stratégie d'entreprise et leur gestion quotidienne de manière volontaire et facultative, mais aussi dans leurs interactions avec leurs salariés, actionnaires, clients, fournisseurs, collectivités... à travers des codes de conduite, l'adhésion à des chartes, la publication de rapports, la demande de certifications ou de labels qui sont les outils largement utilisés pour attester de la réalité de la démarche RSE.
Toutefois, si, pour certaines entreprises, il s'agit essentiellement d'un thème de communication, destiné à améliorer leur image de marque, d'autres ont réellement intégré la RSE dans leur stratégie de développement et en sont convaincus.
Ainsi, la RSE procède par une démarche volontaire et non imposée, surtout qu'elle ne constitue pas l'objectif ultime et principal de l'activité d'une entreprise, telle la maximisation de profits.
Par contre, pour les acteurs de l'Économie sociale et solidaire ESS, l'objectif social et solidaire est une vocation et une priorité.
Les acteurs de l'ESS sont parfois perçus comme des référents pour la RSE, mais les entreprises sont en pointe en matière d'évaluation et de notation de leur impact socio-environnemental. Pouvant s'inspirer mutuellement, ESS et RSE constituent finalement deux approches d'une même volonté d'entreprendre autrement. Sachant que la réalisation des projets de RSE par les entreprises se fait dans la majorité des cas à travers le partenariat et la collaboration, voire le financement direct de la part des entreprises aux acteurs de l'ESS qui l'exécutent comme les ONG, les associations, les collectivités locales, les municipalités...
Ces deux conceptions peuvent très bien se compléter.
Cependant, toutes les entreprises ne peuvent pas prétendre à l'agrément ESS.
Pour être reconnue ESS, une société commerciale doit en effet respecter trois principes fondateurs:
* une gouvernance démocratique,
* le réinvestissement majoritaire des bénéfices dans l'activité
* l'« impartageabilité » des réserves obligatoires.
À l'inverse, une démarche de RSE peut être initiée par n'importe quelle entreprise, quel que soit son secteur d'activité.
Les acteurs de l'ESS sont naturellement socialement responsables et proches des préoccupations du développement durable, ce qui les rapproche des entreprises engagées dans une démarche de RSE.
Les acteurs de l'ESS mènent des actions basées sur des principes humanistes, ils ont des objectifs de solidarité et publient un bilan sociétal et des rapports sociaux.
Les entreprises RSE cherchent à dépasser le cadre légal sur les questions environnementales et sociales, et évaluent cette démarche...Reste que la finalité même des ESS les distingue fortement du reste de l'économie. Pour une entreprise « classique », l'objectif ultime demeure la recherche du profit et la rentabilité du capital investi alors que les ESS donnent la priorité au social et à l'environnemental.
RSE et ESS face à la crise des réfugiés
Au Liban, petit pays à système économique libéral, fondé sur l'initiative privée et le secret bancaire, plusieurs contraintes ne font qu'accentuer les tensions sur la stabilité socio-économique et les indicateurs du développement durable...Ces principales contraintes se résument par une dette publique de 75 milliards de dollars américains, l'afflux de près de 2,5 millions de réfugiés, une détérioration de l'ensemble des indicateurs économiques avec la pression sur le marché du travail, les dépenses pour l'aide humanitaire, le ciblage de la pauvreté, les pressions sur les secteurs de la santé, de l'éducation, du transport, de l'infrastructure et des services public divers... Ces contraintes deviennent de plus en plus croissantes au point d'atteindre, voire de franchir, le plafond de soutien possible des donateurs internationaux, la capacité de l'État libanais et les moyens des acteurs de l'Économie sociale et solidaire, comme les associations et les ONG locales et internationales...
Le Liban est actuellement le pays qui accueille le plus grand pourcentage de réfugiés syriens par habitant libanais, soit plus de 40 % de sa population qui est réfugiée. Ainsi, les ONG sont plus que jamais essentielles afin d'offrir des services primaires aux personnes touchées par la crise syrienne.
L'expérience internationale montre qu'il s'écoule en moyenne 17 ans avant que des réfugiés fuyant une zone de conflit ne commencent à rentrer chez eux. Et quand cela se produit, ce retour se fait par petits nombres. Certains réfugiés ne quittent d'ailleurs jamais leur pays d'accueil.
À savoir qu'entre 2011 et 2015, les dépenses publiques ont augmenté de 15,2 % à 13,45 milliards de dollars, contre une hausse de seulement 2,6 % des recettes, à 9,58 milliards selon la Banque mondiale (BM). Conséquence : en cinq ans, le ratio du déficit public sur le PIB est passé de 5,8 à 7,8 %. Quant au ratio de la dette publique, il est passé de 134 à 139 % du PIB sur la même période, selon le ministère des Finances, pour dépasser 140 % actuellement, et le ratio déficit public/PIB, qui avoisine les 8 %.
En 2017, la Banque centrale continue à jouer un rôle majeur dans la défense de la valeur de la monnaie nationale et dans la confiance en l'économie libanaise...La BDL projette d'injecter de nouvelles liquidités sur les marchés d'un montant d'un milliard de dollars. Le but est de stimuler les investissements, d'encourager la consommation et de résorber le chômage. Cette injection aura des effets multiplicateurs positifs pour l'ensemble des secteurs de l'économie, d'autant que l'inflation est toujours contenue et maîtrisée à des taux très bas.
Quant aux taux d'intérêt, le « risque pays » est un élément majeur qui empêche leur baisse remarquable, quoique la BDL continue à offrir des crédits à taux d'intérêt réduits aussi bien pour l'investissement immobilier que pour les différents secteurs productifs.. Toutefois, les agences de notation se basent sur les différents risques auxquels un pays est exposé pour lui avancer une note qui sera déterminante pour la fixation des taux. Ajoutons à cela que la Fed a augmenté ses taux et envisage, pour 2017, des augmentations supplémentaires, ce qui accentuera la pression sur les taux à moyen terme.
À partir de là, la situation économique du pays face à la crise des réfugiés ne laisse d'autres remèdes que le recours à la RSE et la collaboration étroite entre les entreprises privées socialement responsables et les principaux acteurs de l'ESS. Une telle collaboration s'avère indispensable et prioritaire afin de mettre en place des programmes de développement durable et un financement à long terme des opérations d'intervention auprès des réfugiés qui allège le poids subi par l'État, la tension au niveau de l'économie et les défis de la société civile par un partenariat tripartite... Reste à voir qui prendra cette initiative. Qui l'orientera, et qui évaluera ses résultats et garantira sa continuité ?
Siham RIZKALLAH
Maître de conférences à la faculté des sciences économiques de l'Université Saint-Joseph - Beyrouth

هل المسؤولية الاجتماعية للشركات حلٌ لأزمة النازحين السوريين؟

هل المسؤولية الاجتماعية للشركات حلٌ لأزمة النازحين السوريين؟- الجمهورية 2017  الثلاثاء 10 كانون الثاني
  د. سهام رزق الله (أستاذة محاضرة وباحثة إقتصادية-إجتماعية في جامعة القديس يوسف وباحثة في المركز الدولي لدراسة النزاعات وسبل حلّها "قدموس")
 من المعروف أن الأثر الاجتماعي والاقتصادي لتدفق النازحين الى لبنان بات يفوق قدرات الدولة اللبنانية على تحمّله ويتخطى تقديمات المؤسسات المانحة لمواجهته... فهل يمكن أن تكون مشاركة القطاع الخاص اللبناني من خلال المسؤولية الاجتماعية للشركات طريقا الى الحل؟لا يزال لبنان تحت التأثير الاقتصادي-الاجتماعي للأزمة السورية والتدفق المتزايد للنازحين السوريين الذي يخل بالتوازن الديموغرافي ويتسبب بضغط إقتصادي إجتماعي تنموي شامل، وباختناق في سوق العمل والطلب على الخدمات العامة (الماء والكهرباء والبنية التحتية ...). معدل النمو قارب الصفر بالمئة والبطالة لا تزال ترتفع.

على الرغم من التحسن الطفيف في الاقتصاد لوحظ الجمود في قطاعات السياحة والعقارات والصناعة والزراعة .. الدين العام مرتفع جدا، يلامس الـ 75 مليار دولار أميركي في مطلع العام 2017 وتقدّر نسبة البطالة رسميا بنسبة 21٪ ولكن في حالة عدم وجود إحصاءات موثوق بها، يمكن أن تصل في الواقع الى أكثر من 25٪ وقد تفاقمت مع تدفق اللاجئين السوريين.
وفق تقارير البنك الدولي، فإن أوضاع المالية العامة اللبنانية الهشة بالفعل قبل الأزمة السورية تدهورت بشكل حاد منذ بداية هذه الأزمة، وقد تسببت بانخفاض عائدات الضرائب 1.5 مليار $ بين عامي 2012 و2014 نتيجة تأثير الأزمة السورية على المناخ الاستثماري في لبنان ونشاط مختلف قطاعاته.
على خط مواز، كان ارتفاع إجمالي إنفاق الموازنة بنحو 1.1 مليار دولار خلال الفترة 2012-2014، وخاصة لتلبية احتياجات النازحين السوريين مما أدى إلى الزيادة في استهلاك مختلف الخدمات العامة (زيادة مفاجئة في استخدام نظم إدارة النفايات الصلبة والخدمات البلدية من قبل النازحين السوريين ، زيادة الطلب على الطاقة الكهربائية ، ارتفاع مصروف المياه، تدهور نظام النقل والضغط على الطرقات لا سيما في المناطق التي توجد فيها أعداد كبيرة من اللاجئين، عكار، زحلة وبعلبك أو الاتجار أكثر من الضعف في بعض الطرق ...)
أكثر من ذلك، فإن الأزمة السورية، دفعت نحو أكثر من 170 ألف لبناني إضافي نحو الفقر بينما كانت التقدريات في حدود المليون لبناني تحت خط الفقر.
وفقا لتقرير البنك الدولي، فإن 92٪ من اللاجئين السوريين في لبنان ليس لديهم عقد عمل، وأكثر من نصفهم يقبضون أجرهم أسبوعيا أو يوميا.
 
وقد تأثر بشكل كبير سوق العمل اللبناني بوجود اليد العاملة السورية مع العلم أن السوريين يقبلون بأجور أقل مرتين وأكثر من الأجور التي يطلبها اللبنانيون نظرا لاضطرارهم للعمل من جهة ولاختلاف كلفة معيشتهم من جهة أخرى، لاسيما مع تزايد ضغوط تكاليف العيش على اللبنانيين من ضرائب ورسوم وتكاليف خدمات الكهرباء والهاتف والتعليم والطبابة والسكن ... فضلا عن ضرورة تسجيلهم في الضمان الاجتماعي والتي تحدث كلها فوارق بينهم وبين أجور سواهم.
باختصار، إن تدفق اللاجئين السوريين بات يؤثر مباشرة وبشكل حاد على التنمية الاقتصادية-الاجتماعية للبنان، وهو لم يعد قادرا على الاستمرار بالاعتماد فقط على المساعدات الدولية التي تشح يوما عن يوم وبات التطلّع ملحا لإشراك القطاع الخاص من خلال تطوير المسؤولية الاجتماعية للشركات.
لا يملك لبنان إطارا تشريعيا للمسؤولية الاجتماعية للشركات، على عكس العديد من البلدان التي تشجع على تنمية المسؤولية الاجتماعية للشركات، وعلى عكس دول أخرى مثل فرنسا، حيث القانون دعا الشركات إلتي تضم أكثر من 500 موظف الى نشر معلومات معينة عن أدائها الاجتماعي والبيئي.
وعلى عكس الدول العربية التي تدعم تعزيز المسؤولية الاجتماعية للشركات بتدخل باشر من الدولة، فإن القطاع الخاص هو الذي يأخذ المبادرة في لبنان عن طريق الجهود الفردية والطوعية دون أي توجيه أو أي حوافز من قبل الدولة اللبنانية .
اليوم، بدأت بعض الشركات والمصارف اللبنانية تبادر بشكل خاص للبحث عن الأولويات الضرورية للتدخل الاجتماعي والتخفيف من وطأة تدفق النازحين السوريين على مؤشرات التنمية فيه.
وقد أصدر مصرف لبنان التعميم 331، الذي يشجع المصارف للاستثمار في الشركات المبتدئة الجديدة التي تهتم مباشرة باعتماد نهج المسؤولية الاجتماعية في العمل والمؤسسات الجديدة التي ينشئها الشباب.
صحيح أن المسؤولية الاجتماعية للشركات في لبنان لا تزال في مراحلها الابتدائية، ومع ذلك، فإنها واعدة لتطوير البلاد وخاصة للتغلب على صعوبات التنمية في ظل تزايد تدفق النازحين السوريين الى لبنان.

L'introduction de la RSE au Liban et dans son entourage arabe

www.rse-magazine.com/L-introduction-de-la-RSE-au-Liban-et-dans-son-entourage-arabe_a1921.html
07/11/2016

L'introduction de la RSE au Liban et dans son entourage arabe

Dr Siham Rizkallah

La Responsabilité Sociale des Entreprises (RSE) est un nouveau concept qui se développe progressivement au Liban et dans son entourage arabe visant la contribution au Développement Durable (DD). Ce nouveau concept qui s’avère au centre du débat socio-économique au Liban et dans la plupart des pays arabes voisins reflète des enjeux et des défis majeurs aussi bien pour les entreprises privées que pour les Etats et les sociétés civiles qui devraient accompagner son développement pour en tirer les meilleurs résultats souhaités. Quelles sont les principales initiatives de RSE au Liban et dans son entourage arabe ? Et comment les résultats souhaités sont-ils liés à la collaboration entre les trois entités : secteur privé, secteur public et société civile.


Les débuts de la RSE au Liban

Par définition, la RSE conduit l’entreprise à viser au-delà de son objectif économique traditionnel, qui se traduit par la maximisation du profit, pour tenir compte de l’impact de son activité sur les différentes parties prenantes et sa contribution au DD. Une telle perspective qui favorise la « bonne image » et la « réputation » de l’entreprise aux yeux des différents agents économiques, reflète également l’engagement de l’entreprise à partager une part de ses profits avec la société où elle opère afin d’améliorer son bien –être et son développement. 

Dans la majorité des pays arabes, la RSE fait toujours face à une multitude de défis malgré le choc positif réalisé par le sommet arabe de la RSE qui s’est tenu en 2015 et malgré le soutien de l’Etat pour la plupart des initiatives en matière de RSE sauf au Liban où le secteur privé demeure la dynamo du système économique libéral.  Dans le pays du Cèdre, l’introduction et la promotion de la RSE repose toujours essentiellement sur l’initiative libre, facultative et volontaire de certaines entreprises privées qui amènent leurs concurrents du même secteur à les suivre pour préserver leur part de marché. 
  
La percée de la RSE au Liban de distingue donc de son entourage par le fait qu’elle résulte d’une initiative libre du secteur privé libanais, quoique l’institution publique Libnor, attachée au ministère de l’Industrie et membre d’ISO internationale a géré un projet d’intégration des critères RSE sur la période 2011-2014. Le statut de Libnor ne suffit pas pour considérer que l’Etat joue un rôle dans la promotion de la RSE au Liban, puisque Libnor a appliqué un programme indépendant financé par l’Agence Suédoise Internationale pour le Développement (ASDI) pour introduire les critères ISO26000 de la RSE dans 8 pays arabes pilotes dont le Liban en plus de l'Algérie, l'Egypte, l'Irak, la Jordanie, le Maroc, la Tunisie, et la Syrie (dont 2 pays se sont retirés: la Syrie et l'Irak) sans aucune décision officielle de l’Etat. 
  
Il en résulte que la situation de la RSE au Liban reflète une absence remarquable de collecte d’informations sur la RSE ainsi qu’une difficulté d’accès à l’information et un manque criant de coordination entre les différentes entités concernées par la RSE (chercheurs, professionnels, entreprises, ONG, syndicats, administrations publiques,  médias..). La dispersion de l’information, le manque de coordination et l’absence d’orientation constitue des obstacles majeurs quant à la répartition efficace des interventions sociales des entreprises, la réalisation d’une complémentarité pour répondre aux besoins des parties prenantes et l’évaluation délicate de l’introduction de la RSE aboutissant à la contribution souhaitée au DD. Toutefois l’engagement libre des entreprises privées libanaises, même si parfois sous la pression de la concurrence et la recherche d’augmentation de la part du marché, est prometteur et ne nécessite qu’un effort pour lui assurer le cadre indispensable pour son évolution.

Les autres initiatives arabes de RSE

Un bref aperçu sur l’évolution de la RSE dans les autres pays arabes permet de réaliser une grande différence par rapport au Liban, résultat de l’intervention de l’Etat dans ces autres pays. 

Au Bahrein, le ministère de l’Industrie et de Commerce a mis en place un comité d’études des normes internationales ISO26000 et a lancé un guide d’orientation des institutions pour l’intégration de la RSE. 

A Oman, les entreprises privées et publiques jouent un rôle social remarquable par l’octroi d’aides aux détenteurs de revenus fixes. 
En Jordanie, un Forum jordanien sur la RSE a été lancé pour diffuser les principes de la RSE. 

Aux Emirats Arabes Unis, l’Académie des Emirats Arabes Unis pour la RSE a été lancée pour la mise en place de programmes académiques et de sessions de formation sur la RSE. 


En Arabie Saoudite, des programmes sur la RSE sont mis en place pour la création de départements de RSE dans les différentes organisations et institutions dans les domaines de l’Education, la santé, la culture, le sport, la formation, la sensibilisation ... en plus de la création du Conseil de la RSE qui s’occupe du soutien des projets de RSE permettant le Développement de la société et la mise en place de ses besoins. 

En Egypte, une stratégie nationale pour le soutien et la diffusion des principes de la RSE est déjà mise en place, en plus du lancement de l’indice égyptien de la RSE pour devenir le premier pays arabe qui adopte et applique cet indice. 

Au Koweit, les opérations de charité se font toujours à travers des départements internes au sein des entreprises  sans évoluer vers la RSE. 

Au Qatar, la RSE est toujours limitée, quelques entreprises se contentent de faire des opérations de charité dans des domaines ciblés. 

En Palestine, un fond de la RSE a été créé pour soutenir la société civile et les projets qui permettent le développement. 
 


Ampleur et critères de mesure

Ces différents initiatives/tentatives en matière de RSE montrent que les activités de RSE ont augmenté de manière remarquable récemment, toutefois il s’avère rare d’assister à une vraie coordination entre les projets de RSE réalisés et les objectifs de DD souhaités. 
Pour cela, il importe de définir l’objectif de la RSE dans ces pays (compenser la défaillance de l’Etat dans la réalisation des besoins de développement socio-économiques, partager les profits avec les parties prenantes pour gagner en termes de réputation et de part de marché, favoriser le développement durable en respectant ses trois piliers : économique, social et environnemental). 

Il importe aussi d’étudier l’ampleur de la RSE qui se manifeste par:
  •  Le nombre croissant des entreprises qui ont joint l’accord mondial des Nations Unies qui constitue une initiative politique stratégique pour les entreprises engagées de concilier leurs stratégies avec les principes relatifs aux droits de l’Homme, la protection de l’environnement, la lutte contre la corruption…
  •   La fixation des meilleures pratiques de RSE par la participation des entreprises leaders de manière claire et efficace dans l’orientation de la stratégie de la RSE à l’interne et à l’externe.
  • L’amélioration de la Bonne Gouvernance qui permettrait d’encourager la transparence pour mener un dialogue clair et précis sur les questions relatives à la RSE avec les entités concernées.
  • La création d’un environnement adéquat pour la RSE qui nécessite un rôle encourageant de la part des Etats aux entreprises appliquant la RSE à travers des mesures incitatives (exemptions fiscales, crédits bonifiés à taux d’intérêt réduits..).
  •  L’introduction de la RSE dans les cursus académiques surtout dans les Facultés d’Economie et de Gestion afin de promouvoir ses principes auprès des futurs professionnels et faciliter son intégration dans les stratégies de leurs entreprises.
Toutefois, de telles mesures ne peuvent être suffisantes s’il n’y a pas un recours à des référentiels et des dispositifs assurant le cadre nécessaire pour le Développement et l’évolution de la RSE, comme notamment le Global Compact, les normes ISO26000. 

Par ailleurs, plusieurs critères de mesure de l’intervention sociale de l’entreprise sont retenus, à savoir :
  1. Ratio : Salaires, récompenses, bonus / nombre des salariés
  2. Ratio pour chaque employé : coûts de la contribution de l’entreprise aux coûts de formation et de Développement/ somme des salaires payés aux employés
  3. Ratio : Nombre d’accidents par an/Nombre d’heures de travail effectif annuel
  4. Ratio: Nombre d’employés ayant quitté l’entreprise par an/Total des employés
  5. Ratio de mesure des dépenses en recherche et amélioration de la qualité des produits et services/Total des coûts des produits et services
  6. Ratio des questions et problèmes auxquelles l’entreprise a répondu/Total des questions et problèmes soulevés par les parties prenantes
  7.  Ratio : coûts de contribution de l’entreprise aux activités sociales/ Total des coûts des activités sociales auxquelles l’entreprise a participé
  8. Ratio de contribution de la société à la création d’emplois : employés de l’entreprise/ Total des employés dans le pays
  9.  Ratio : coûts de contribution de l’entreprise à la protection de l’environnement/ Total budget de Recherche et Développement des entreprises de la région
  10.  Coûts de participation de l’entreprise à l’amélioration de l’infrastructure/ Total des contributions des entreprises de la région

Vers un espace de collaboration ?

En conclusion, l’application de critères de référence et de mesure du degré d’introduction de la RSE, l’application de moyens de communication et d’évaluation de la RSE nécessitent une collaboration étroite entre les différentes parties prenantes concernées. Les efforts du secteur privé seul au Liban, le soutien de l’Etat et son orientation principale dans plusieurs pays arabes, les études académiques en l’absence de dialogue avec le monde professionnel et les initiatives dispersées de la société civile par ses différentes ONG ne permettent pas jusqu’à présent de réaliser les résultats souhaités. Reste à voir dans quelles mesures la création d’un espace commun de collaboration entre ses différentes entités est-il possible et permet-il d’améliorer les résultats.



L'introduction de la RSE au Liban et dans son entourage arabe
Dr. Siham Rizkallah est Maître de Conférences à l'Université Saint Joseph de Beyrouth, Faculté de Sciences Economiques, spécialisée en Economie Sociale et Economie Monétaire. Dr. Rizkallah est conseillère Economique et Sociale et membre de comités de pilotage de plusieurs projets réalisés par le ministère des Affaires Sociales au Liban, le Centre d’Analyse des Différends et leurs Modes de Solution (CADMOS) au Liban et à l’étranger et par plusieurs ONG locales et internationales qui s’occupent de projets de Développement socio-économique. Elle a aussi plusieurs articles qui se rapportent à la Responsabilité Sociale des Entreprises, le Développement Durable et l’économie sociale appliquée. 

La Journée mondiale de la responsabilité sociale : quel bilan pour le Liban ?

اL'Orient-Le Jour Siham RIZKALLAH | Maître de conférences à l'Université Saint-Joseph OLJ24/09/2016
Samedi 24 septembre 2016 | Le Commerce du Levant | BoutiqueLIBAN - La Journée mondiale de la responsabilité sociale : quel bilan pour le Liban ?

TRIBUNE Siham RIZKALLAH | OLJ24/09/2016

https://www.lorientlejour.com/author/5512-Siham-RIZKALLAH

À l'occasion de la Journée mondiale de la responsabilité sociale des entreprises (RSE), le 25 septembre, plusieurs questions se posent concernant la situation de la RSE au Liban et les perspectives de son évolution.
Tout d'abord, il faut savoir que le concept de la RSE amène l'entreprise à dépasser l'objectif économique traditionnel ultime qui consistait en la maximisation du profit, afin de prendre en considération les répercussions sociales et environnementales de ses activités ainsi que sa contribution au développement durable. L'idée-clé de ce concept estime qu'actuellement la réussite d'une entreprise est fortement liée à l'attention qu'elle accorde à ses parties prenantes, c'est-à-dire aux entités et personnes avec lesquelles elle a des relations contractuelles.


Selon la Commission de l'UE, être socialement responsable ne se limite pas à respecter les lois en vigueur qui sont indispensables pour éviter les poursuites devant les tribunaux, mais nécessite d'investir davantage dans les relations avec les parties prenantes, environnement, capital humain...
Dans les pays arabes, malgré la vision générale positive pour le développement des activités sociales des entreprises et leur contribution au développement durable (DD), depuis le sommet de la RSE en 2015, à travers essentiellement le soutien des catégories les plus défavorisées et le soutien des jeunes aux niveaux académique et professionnel, beaucoup d'obstacles persistent au niveau de la réalisation des résultats souhaités. Sachant que les résultats indispensables en matière de développement durable ne peuvent être réalisés qu'en collaboration entre les trois entités : les entreprises du secteur privé, les organisations non gouvernementales (ONG) et les institutions publiques...
Quant au Liban, l'introduction récente de la RSE a résulté en une initiative volontaire prometteuse de la part de plusieurs entreprises privées. Toutefois, récemment, Libnor (institution publique attachée au ministère de l'Industrie au Liban et également membre d'Iso internationale) a lancé un projet important sur la responsabilité sociale des entreprises sur la période 2011-2014.
Ce projet « officiel » d'introduction de la RSE s'inscrit dans le cadre d'un programme plus large adressé à la région du Moyen-Orient et de l'Afrique du Nord (Mena) pour l'introduction et l'application des critères Iso 26000. Il a été financé par l'Agence suédoise internationale pour le développement (ASDI) pour introduire les critères Iso 26000 de la RSE dans 8 pays arabes pilotes dont le Liban en plus de l'Algérie, l'Égypte, l'Irak, la Jordanie, le Maroc, la Tunisie et la Syrie (parmi lesquels 2 pays se sont retirés : la Syrie et l'Irak).
Jusqu'à présent, la collecte d'informations sur la RSE au Liban est difficile, les initiatives privées et leur évaluation sont faites librement par les entreprises. De plus, les données sont dispersées en l'absence d'une entité commune qui rassemble les informations, qui oriente les projets vers les besoins prioritaires des parties prenantes, qui empêche le gaspillage et la redondance entre les projets réalisés et qui collecte et évalue les résultats et les rapports de la RSE permettant d'avancer des propositions et des recommandations envers le secteur public. De plus, contrairement aux pays arabes où la promotion de la RSE se base sur l'intervention de l'État qui l'encadre et l'oriente, c'est le secteur privé qui prend l'initiative au Liban par des efforts individuels et dispersés en l'absence de tout encadrement de la part de l'État ou toute mesure incitative.
Étant donné que la RSE reste conçue par les États comme étant facultative et non pas obligatoire, la principale voie incitative officielle consiste à encourager cette démarche par quelques mesures (exemptions fiscales, crédits à taux d'intérêt réduits...) dans certains pays. Toutefois, de telles mesures ne peuvent être suffisantes s'il n'y a pas un recours à des référentiels et des dispositifs assurant le cadre nécessaire pour le développement et l'évolution de la RSE, comme notamment le Global Compact, les normes Iso 26000. L'adhésion à de tels dispositifs importe aux entreprises notamment pour bien se positionner par rapport aux parties prenantes, dont surtout les concurrents et les clients, qui influencent directement leurs parts de marché. D'autant plus que la publication de rapports de RSE (CSR reporting) joue également un rôle important dans la définition d'indicateurs et la mise en place de systèmes internes facilitant l'avancement dans la lignée de la RSE.
Toutefois, plusieurs critères de mesure de la participation sociale de l'entreprise envers ses employés sont connus et retenus déjà dans plusieurs pays de la région qui appuient la démarche vers la responsabilité sociale des entreprises... Notons principalement les critères de mesure de la participation sociale de l'entreprise envers ses employés, les critères de mesure des coûts des activités relatives à l'amélioration de la relation avec les parties prenantes (agents) et les critères de mesure de contribution de l'entreprise envers la société et l'environnement...
Une enquête menée par l'auteure auprès de plusieurs entreprises engagées dans des projets de RSE au Liban montre la faiblesse du Liban dans ce domaine par rapport à plusieurs autres pays de la région en raison de plusieurs obstacles qui empêchent l'institutionnalisation et le développement de la RSE.
Si l'initiative du secteur privé libanais en matière de RSE est prometteuse, plusieurs difficultés empêchent aujourd'hui son évolution... L'absence de dialogue entre le secteur privé et le secteur public sur ce thème actuel qui est au centre des débats socioéconomiques à l'échelle régionale et internationale, la dispersion des données concernant la RSE au Liban, le manque de collaboration entre les entités concernées (chercheurs, professionnels, ministères, syndicats...) et par la suite le faible lobbying de la part des acteurs de la société civile ne font que ralentir le processus de la RSE... Il est vrai que la situation actuelle au Liban met en relief d'autres dossiers prioritaires (le dossier présidentiel et électoral, le blocage des institutions publiques, l'assistance indispensable aux réfugiés...). Toutefois, les défaillances de l'État surtout à répondre aux besoins sociaux et environnementaux croissants exigent des efforts plus pertinents pour inciter davantage le secteur privé à intervenir auprès des acteurs de la société civile pour assurer le succès de la RSE au Liban.
Par Siham RIZKALLAH
Maître de conférences à l'Université Saint-Joseph
*****************************************************

صعوبات تطور المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات في لبنان


 صعوبات تطور المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات في لبنان

http://www.annahar.com/author/8911-%D8%B3%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%B1%D8%B2%D9%82-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87
4"النهار"  تشرين الثاني 2016

 +الجمهورية - 29-09-2016 
د سهام رزق الله - أستاذة محاضرة في جامعة القديس يوسف 
  

 المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات مفهوم جديد يحاول أن يشق طريقه منافساً بقوة المفاهيم الإقتصادية التقليدية الساعية الى تحقيق أعلى معدّل أرباح للمؤسسات أياً يكن وقع نشاطها على مختلف العملاء الاقتصاديين من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
25 أيلول هو اليوم العالمي الأول المعتمد للمسؤولية الاجتماعية عام 2016، بعد إعلانه في كانون الأول 2015 خلال الملتقى الإقليمي الثاني للسفراء الدوليين للمسؤولية الاجتماعية الذي نظّمته الشبكة الإقليمية للمسؤولية الاجتماعية يومي 27 و 28 كانون الأول 2015 تحت شعار "أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 الطريق الى عالم أفضل"، وذلك كمبادرة من الشبكة الاقليمية للمسؤولية الإجتماعية دعماً لجهود الأمم المتحدة في نشر أفضل الممارسات في مجال المسؤولية المجتمعية.
لا يزال مفهوم المسؤولية الاجتماعية يتقدّم ببطء في لبنان نظراً لاعتماده على المبادرة الحرة والطوعية للمؤسسات من دون أي قيد أو رقابة أو تقدير أو تشجيع أو حوافز غير المنافسة بين المؤسسات نفسها على تلميع صورتها إزاء المستهلكين لزيادة حصتها في السوق ليس إلاّ، الأمر الذي يجعل نمو المسؤولية الاجتماعية خجولاً لأسباب عديدة يمكن تلخيصها بالآتي:
1 - مبادرات غير مؤطرة وتطوعية: جميع مبادرات المسؤولية الاجتماعية للشركات والخطوات التي قامت بها الشركات اللبنانية اتخذت بشكل طوعي و حرّ في ظل غياب أي توجيه أو إرشاد أو اشراف من الادارات الرسمية.
2 - ضعف المعلومات والبيانات حول المسؤولية الاجتماعية للشركات في لبنان: غياب المعلومات بغياب أي مؤسسة رصد للمعلومات المتصلة بالمسؤولية الاجتماعية للشركات في لبنان سواء في القطاع الخاص أو في القطاع العام...
3 - غياب أي توجيه نحو القطاعات التي تحتاج الى التدخل الاجتماعي للمؤسسات فيها، مما يحصر مشاريع المسؤولية الاجتماعية للشركات في مجالات محددة (التعليم، الصحة، البيئة )
4- غياب الضغط من جانب أصحاب المصالح لتطوير المسؤولية الاجتماعية للشركات المستهلكين، العاملين، المستثمرين، الإعلام، النقابات...)
5 - عدم وجود حوافز من الدولة لتشجيع تطوير المسؤولية الاجتماعية للشركات (مثل تخفيض الضرائب أو تقديم قروض بفوائد مخفّضة للمؤسسات المسؤولة إجتماعياً...
6 - غياب أي تقييم للجهود المبذولة من بعض المؤسسات في مجال المسؤولية الاجتماعية أو عربون أو شهادة تقدير تميزها عن سائر المؤسسات المنافسة لها في قطاعاتها.
7 - عدم وجود قانون أو أي نوع من التشريعات التي تشجّع على التعاون بين القطاعين العام والخاص لتشجيع بعض مبادرات القطاع الخاص مثل المسؤولية الاجتماعية للشركات، ولاسيما بعد تأخير بت اقتراح القانون المتعلّق بالشراكة بين القطاعين العام والخاص.
8 - افتقاد أطر الحوار بين القطاع الأكاديمي والقطاع المهني، وبين القطاعين العام والخاص حول المسؤولية الاجتماعية للشركات.
9 - ضعف حملات التوعية في وسائل الإعلام حول المسؤولية الاجتماعية للشركات التي لا تزال مغمورة.
10 - ندرة برامج تبادل الخبرات مع الشركات المتعددة الجنسيات في مجال المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات بغية تسهيل سبل التزام المعايير الدولية المتصلة بها تدريجياً.
ويبقى القول إنّ مفهوم "المسؤولية الإجتماعية للمؤسسات" لا يزال الى حد ما جديداً ويثير بعض الحذر في الأوساط الإقتصادية القلقة من انعكاساته على تكلفة الإنتاج وآلية احتساب المردود، خصوصاً عندما تقترن التكاليف بمردود يتخطى الإطار المادي البحت (ليقترن بسمعة وصورة المؤسسة، حسّها الإجتماعي مع المعوزين، حرصها على البيئة والسلامة العامة وأخلاقيات المنافسة الشريفة...). إلاّ أنّ بيت القصيد يبقى في أنّ الإقتصاد هو قمة العلوم الإجتماعية وليس في حالة صراع مع الشأن الإجتماعي، إلاّ أنّ زخم قدرته على المساهمة في العمل الإجتماعي يبقى رهن المردود الذي يحققه جراء إنتاجية عماله وفعالية مؤسساته ومدى احترام الدولة والمجتمع على السواء بحرية المبادرة والربح فيه بعيداًً عن التكبيل والفرض الذي يصوّر المسؤولية الإجتماعية عبئاً بدلاً من أن تكون إحدى المبادرات التي تنطلق من الإقتصاد المسؤول وتعود بالخير عليه. وعلى الرغم من الصعوبات المذكورة، تجدر الاشارة الى أن القطاع الخاص لا يزال مبادراً في لبنان، بل ساعيا ًللتعويض عن أي تقصير رسمي في حق المجتمع الذي يعمل ويربح ويتطوّر فيه.
http://newspaper.annahar.com/article/493489-%D8%B5%D8%B9%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B7%D9%88%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A4%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%85%D8%A4%D8%B3%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D9%81%D9%8A-
%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%A7%D9%86

 )أستاذة باحثة في كلية العلوم الإقتصادية في الجامعة اليسوعية(